البوليساريو في النَّـــــزْع الأخير ‼️

 البوليساريو في النَّـــــزْع الأخير ‼️
آخر ساعة
الأربعاء 2 أبريل 2025 - 23:01

يبدو أن جبهة البوليساريو الانفصالية تقترب من النزع الأخير من "حياتها" المفترضة أكثر من أي وقت مضى، بعد أن توالت عليها الضربات داخليا وخارجيا.

ويواجه الكيان الانفصالي اليوم واقعًا أكثر قسوة، وسط احتضار سياسي وتراجع حتمي، فبعد عقود من الخطاب المتكرر، والانقسامات الداخلية، والتراجع الدولي، أصبح واضحًا أن هذا المشروع، الفاشل ابتداءً، ينهار تحت وطأة الحقائق الجيوسياسية الجديدة.

خريطة التحالفات تغيرت، وسحبت العديد من الدول اعترافها بـ"الجمهورية الوهمية"، فيما عززت قوى إقليمية ودولية دعمها للوحدة الترابية للمغرب.

لم يعد الوضع داخل الجبهة كما كان، فمع تصاعد الغضب داخل المخيمات واستمرار قمع الأصوات المعارضة، بدأ الشرخ الداخلي يتسع.

قيادات الجبهة لم تعد قادرة على السيطرة على الوضع، والاحتجاجات في تندوف أصبحت أكثر جرأة، حيث يطالب السكان بوضع حد للمأساة التي يعيشونها لعقود.

بل إن رئيس الجزائر نفسه، عبد المجيد تبون، والذي لم يخفِ يوماً، ضمناً وفعلاً، دعمه للحركة، بدا أكثر مرونة في تصريحاته الأخيرة وهو يقول أنه لا يجد زيارة مسؤولين فرنسيين للصحراء المغربية "عملا مستفزا".

زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، يعيش في قلب فضيحة فجرتها منظمة "منتدى الكناري الصحراوي"، التي وجهت إليه اتهامات تتعلق باستفادته من علاج طبي بمستشفى "سان بيدرو" في لوغرونيو الإسبانية عام 2022، بقيمة قاربت 50 ألف أورو.

على الصعيد الداخلي، لم تعد "الجبهة" قادرة على أداء أجور من تسميهم بالموظفين، الذين يشتغلون في ظروف إنسانية.

وبعد رجال الأمن الذين اعتصموا قبل أيام أمام مقر ما يعرف "رئاسة الوزراء" في مخيم بوجدور، للحصول على رواتبهم، بعد حرمان منها لمدة 6 أشهر،  جاء الدور على المعلمين الذين لم يتوصلوا أيضا بمستحقاتهم ومنحهم، وسط وضع مزري وغير إنساني.

بالمقابل، المغرب، من جهته، نجح في تحقيق اختراقات دبلوماسية كبرى، وافتتاح عدة دول لقنصلياتها في مدن الصحراء المغربية، وهو ما يعكس اعترافًا دوليًا متزايدًا بالسيادة المغربية، في الوقت الذي كانت البوليساريو تقوم إصدار بيانات جوفاء تعكس حجم التخبط واليأس.

في ظل هذه المعطيات، لم يعد السؤال "هل ستنتهي البوليساريو؟" بل أصبح "متى سيُكتب الفصل الأخير لهذا النزاع المفتعل؟". فالمجتمع الدولي بات أكثر اقتناعًا بأن المستقبل ليس للكيانات الوهمية، بل للحلول الواقعية التي تضمن الاستقرار والتنمية.

البوليساريو اليوم ليست إلا ظلاً لما كانت عليه، ومهما حاولت المقاومة، فإن مصيرها أصبح واضحًا... النهاية أقرب مما يتصور البعض بالنسبة لكيان  يعيش وسط فوضى وتخبط وضعف، أخطر ما فيه أنه يتآكله من الداخل.